تطلق “بنت النيل” هذا الدليل التوعوي للفتيات كمحاولة لتغيير السياق المجتمعي المملوء بالعنف الممارس على النساء حيث ان المجتمع واعرافه الابوية تأصل للعنف الممارس على النساء وتبرره بعدة صور منها الخوف على الشرف او العادات والتقاليد .
وتتضافر مع تلك الاعراف ظاهرة زواج القاصرات التي يقع ضحية لها الفتيات اللاتي لم يكدن يفرغن من اللعب بدماهن حتى يقعن بين افكاك الزواج والضغوط النفسية والانجاب والمسئولية وللتخلص من هذه الجريمة البشعة يأتي دليل مناهضة زواج القاصرات ليقف كحجر عثرة أمام هذه الظاهرة\الجريمة وليكون بمثابة سلاح في أيدي النساء للدفاع عن حقهن في الحياة.
على غرار ما انطلقت به “بنت النيل” للعمل على جريمة زواج القاصرات ومن خلال دراسة بحثية سابقه على ٤٠٠ عينه قامت بها “بنت النيل” لحصر نسبه محدده لزواج القاصرات وجدنا ان نسبة زواج القاصرات كانت كبيرة في المراكز التي عملنها بها حيث بلغت نسبة زواج القاصرات بمركز ابو المطامير 53.5 % وبمركز الدلنجات كانت نسبة زواج القاصرات 78.8% ومركز ادكو كانت النسبة 68.6 %.
اننا امام نسب مرعبة جدا فقد تعرض نسبة كبيرة من هؤلاء الفتيات للإجهاض المتكرر وموت الأجنة والانيميا الحاده بالإضافة للاغتصاب الزوجي المستمر وبحديثنا مع فتيات تحت سن ١٦ عام عن رأيهن في تزويجهن في سن صغير ابدين ان ذلك طقس مجتمعي وانهن اذا تزوجن في سن ما فوق ال ١٨ عام لن يتزوجن ابدا وسيوصمهن المجتمع بالعنوسة وانهن يعتقدن ان الزواج هو المكافأة الكبرى في الحياه التي تشعرهن بالفخر.
ولأيماننا بضرورة خروج الفتيات من بين مطرقة الوصم الاجتماعي وسندان الموت أو الزواج المبكر اطلقنا هذا الدليل لتوعية الفتيات من خطر زواجهن قصر ولتوعية الاباء بحجم المشاكل التي قد يتسببون بها لبناتهم.
ينطلق هذا الدليل بثلاث إطارات رئيسية في مناهضة زواج القاصرات:
الاطار الاول :
يأتي الإطار الأول للدليل ليشرح تاريخ الحركة النسوية العالمية وأهم المحطات التاريخية لهذه الحركة التي تمتد جذورها عبر ثلاثة عقود مضت.
الاطار الثاني:
تعريفات أولية عن التمييز والعنف وقضايا النساء في المواثيق القانونية الوطنية والدولية.
الاطار الثالث:
أضرار زواج القاصرات علي الضحايا في مختلف المناح الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والنفسية والصحية.