بيان تعليق على الحادث الشهير بـ”اللي عنده معزة” في 13 مارس 2017

ما سبق وتم تدوله عن المحادثة الصوتية المتعارف عليها بـ”اللي عنده معزة يربطها” كما هو متداول، يعكس نظرة المجتمع للنساء عموما وهو ليس جديدا، ما يثير الدهشة هو تبجح الأب بما فعله ابنه ورفضه تقويم سلوكه، ليس لأن ما حدث هو أمر خطأ في نظر البعض رغم صغر السن؛ لكن بإشارة الوالد بأن “لو بنتك محترمة مكنتش سابته يبوسها” أي أنه يرى ما يحدث أمرغير مقبول ولكن للفتاة بما أنها فتاة فهي وحدها الملامة.

إذاً حينما تُسرق سيارتك لابد أن تخبرك الشرطة بأنك “لو كنت ذي رشد لجلست بدخلها حتى لا يطمع فيها اللصوص أو يستغلون غيابك، أو حينما يأخد طفلك نقود من حافظتك بغير علمك فأنت الملام لأنك “ملمتش الفلوس منها” وإذا آتاك حاملاُ ما ليس له فأشتكى البعض ستخبرهم بأن “اللى عندة حاجة غالية عليه يلمها”.

أذا ماذا لو أن ابنك تعرض للضرب هل سيخبرونك أن “والله لو خايف عليه متنزلوش من البيت”، رد فعل الأب بعيداً عن انعكاس نظرته نحو النساء وتوصيفه بأنها “معزة” أو أمر يجب “ربطه” ليس فقط امراً مجتمعياً وثقافياً بل هو أمر يعكس استعداد البعض ليكونوا آباء مسؤولين عن تنشئة أجيال آباء تستطيع تقويم السلوك الخاطي.

فنحن لا نعتقد أن تزكية أخطاء الأطفال “أنا أبني يبوس براحته” ولوم الآخرين وإهانتهم ينتج الأسوياء أو ينتج أشخاص فاعلين ومواطنين يحترمون القانون والخصوصية ويحترمون الآخرين على العكس، بل إننا نعتقد أن الآباء سيذوقون من نتاج تنشأتهم تلك هم قبل الآخرين.

من جانب آخر هو أمر يعكس مدى مبالغة الأم في تقييم الأمر ولكن كيف نستطيع أن نلومها وهي واحدة من النساء التي يُوجه لها اللوم إذا ارتكب الآخرين ذنباً أو جريمة ضدها؟! هي واحدة إضافية من ضحايا ” تكت” وضع على جبهاتهن بأنهن “معزة ” ووجب ربطها في النهاية ما نقوله لا يشجع تلك المبالغة ولكن يضعها قيد التحليل من أجل أن يتم معالجة تلك الأمور بشكل صحيح ومتزن ولو قليلا.

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *